يرغب الكثير من الأشخاص في معرفة إذا ما كان ضغط الدم لديهم مرتفعًا أو منخفضًا دون استخدام جهاز قياس الضغط، خاصة في الحالات الطارئة أو عندما لا يتوفر الجهاز في المنزل. فهل يمكن فعلًا قياس ضغط الدم في البيت بدون جهاز؟
في هذا المقال سنتعرف على طرق غير مباشرة لقياس ضغط الدم في المنزل، من خلال ملاحظة الأعراض الجسدية وفحص النبض اليدوي، مع توضيح دقة هذه الطرق ومتى يجب التوجه للطبيب.
ما هو ضغط الدم؟
ضغط الدم هو القوة التي يمارسها الدم على جدران الشرايين أثناء ضخ القلب للدم. يُقاس بوحدات مليمتر زئبق (mmHg)، ويتكون من رقمين:
-
الضغط الانقباضي (الرقم الأعلى): يمثل ضغط الدم عند انقباض القلب.
-
الضغط الانبساطي (الرقم الأدنى): يمثل ضغط الدم عندما يكون القلب في حالة راحة بين النبضات.
القيم الطبيعية لضغط الدم عند البالغين هي عادةً:
120/80 ملم زئبق
هل يمكن قياس ضغط الدم بدون جهاز؟
لا يمكن قياس ضغط الدم بشكل دقيق بدون استخدام أجهزة قياس معتمدة مثل جهاز الضغط الزئبقي أو الرقمي. ومع ذلك، هناك بعض الطرق التي يمكن من خلالها التنبؤ ما إذا كان ضغط الدم مرتفعًا أو منخفضًا، بناءً على ملاحظات جسمانية وفحوصات بسيطة.
أولًا: مراقبة الأعراض الجسدية
أعراض ارتفاع ضغط الدم:
-
صداع قوي وخاصة في مؤخرة الرأس
-
خفقان القلب أو تسارع النبض
-
نزيف مفاجئ من الأنف
-
ضيق في التنفس
-
شعور بالدوخة أو عدم الاتزان
أعراض انخفاض ضغط الدم:
-
دوار عند الوقوف المفاجئ
-
تعب شديد أو خمول
-
شحوب في الوجه أو برودة في الأطراف
-
غثيان أو شعور بالإعياء
-
إغماء أو فقدان مؤقت للوعي
ثانيًا: فحص النبض يدويًا
يمكن استخدام اليد لفحص معدل النبض، وهو مؤشر غير مباشر لحالة ضغط الدم.
خطوات فحص النبض:
-
اجلس في مكان هادئ لبضع دقائق.
-
استخدم إصبعي السبابة والوسطى، وضعهما على المعصم أو الرقبة (أسفل الفك مباشرة).
-
احسب عدد النبضات خلال 60 ثانية كاملة.
-
المعدل الطبيعي للنبض يتراوح بين 60 إلى 100 نبضة في الدقيقة.
إذا لاحظت تسارعًا كبيرًا أو بطئًا غير معتاد، فقد يشير ذلك إلى خلل في ضغط الدم.
ثالثًا: اختبار سرعة تدفق الدم
يمكنك تجربة اختبار بسيط للتعرف على مدى كفاءة تدفق الدم:
-
اضغط على أحد أظافرك حتى يتحول لونه إلى الأبيض.
-
حرّر الضغط وشاهد كم يستغرق اللون الوردي للعودة.
-
إذا استغرقت عودة اللون أكثر من 2 إلى 3 ثوانٍ، فقد يدل ذلك على ضعف في الدورة الدموية.
طرق شعبية إضافية لتقييم الضغط بدون جهاز
رغم أنها غير علمية تمامًا، فإن بعض الأشخاص يستخدمون الطرق التالية بشكل تقريبي:
1. مقارنة النبض عبر القلب:
ضع يدك على قلبك لتشعر بنبضك الطبيعي، ثم ضع يدك على صدر الشخص الآخر في نفس الموضع. إذا كان نبضه أسرع بوضوح، فقد يكون لديه ارتفاع في ضغط الدم. وإذا كان أبطأ جدًا، فقد يكون هناك هبوط في الضغط.
2. فحص نبض الشريان الرسغي:
أمسك معصم الشخص وضع إصبع الإبهام تحت عظم الإبهام برفق في المنطقة الرخوة. إذا لاحظت أن النبض قوي وسريع جدًا، فقد يشير ذلك إلى ارتفاع الضغط. وإذا كان ضعيفًا ومتقطعًا، فقد يكون هناك انخفاض.
3. قياس نبض الرقبة:
ضع إصبعي السبابة والوسطى بجانب رقبة الشخص أسفل الفك مباشرة. لاحظ انتظام النبض وسرعته. مقارنة بسيطة بين نبضك ونبضه قد تساعدك في التقدير المبدئي للحالة.
تنبيه مهم
كل هذه الطرق غير دقيقة ولا تغني عن استخدام جهاز قياس الضغط. الهدف منها فقط التنبيه بوجود مشكلة محتملة، لا التشخيص. إذا شعرت بأي أعراض مقلقة، يجب استشارة الطبيب فورًا أو التوجه لأقرب مركز صحي.
رغم عدم توفر جهاز قياس ضغط الدم في بعض الأحيان، إلا أن هناك طرقًا بسيطة يمكن أن تساعد في التعرف على مؤشرات ارتفاع أو انخفاض الضغط من خلال متابعة الأعراض أو فحص النبض. ومع ذلك، لا يمكن الاعتماد عليها وحدها، وتبقى الأجهزة الطبية هي الوسيلة الأدق للتشخيص.