الكوليسترول هو مركب دهني يتواجد في كل خلايا الجسم ويُستخدم لبناء خلايا جديدة وإنتاج الهرمونات الضرورية للحفاظ على وظائف الجسم. ومع ذلك، إذا ارتفع مستوى الكوليسترول في الدم، قد يتراكم داخل جدران الأوعية الدموية مما يعيق تدفق الدم ويزيد من خطر الإصابة بعدد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية. في هذا المقال، نستعرض أحدث الأبحاث حول الكوليسترول في 2025 وطرق الوقاية والعلاج.
ارتفاع الكوليسترول وانسداد الشرايين
ماذا يحدث عندما يرتفع الكوليسترول؟
عندما يرتفع مستوى الكوليسترول في الدم، تبدأ الدهون بالتراكم في جدران الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى ضيق الشرايين وتحد من تدفق الدم. هذا التراكم قد يسبب انسدادًا كاملاً في الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض القلبية أو السكتة الدماغية.
-
نوبة قلبية (Heart Attack): بسبب انسداد الشرايين التي تزود القلب بالدم.
-
سكتة دماغية (Stroke): بسبب قلة تدفق الدم إلى الدماغ.
في السنوات الأخيرة، أكدت الأبحاث الحديثة أن ارتفاع الكوليسترول يمكن أن يحدث في صمت، حيث لا توجد أعراض واضحة تحذر الشخص من ارتفاعه، ويمكن أن يكتشفه فقط من خلال فحص الدم.
أنواع الكوليسترول وأثرها على الصحة
هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الكوليسترول:
-
الكولسترول الضار (LDL): هو النوع الذي يتسبب في تراكم الدهون على جدران الشرايين، مما يؤدي إلى تصلبها وضيقها. يعتبر LDL المسؤول الرئيسي عن الإصابة بأمراض القلب.
-
الكولسترول الجيد (HDL): على عكس LDL، يعمل هذا النوع على إزالة الكوليسترول الزائد من الدم وإعادته إلى الكبد لمعالجته.
-
البروتين الشحمي منخفض الكثافة جداً (VLDL): يحتوي هذا النوع على الدهون الثلاثية (Triglycerides)، التي تساهم أيضًا في تراكم الدهون داخل الشرايين.
أسباب وعوامل خطر ارتفاع الكوليسترول
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، وتنقسم إلى عوامل يمكن التحكم فيها وأخرى لا يمكن التحكم بها:
العوامل التي يمكن التحكم فيها:
-
قلة النشاط البدني: قلة ممارسة الرياضة تؤدي إلى زيادة مستوى الكوليسترول الضار (LDL) في الدم.
-
الوزن الزائد: السمنة وزيادة الوزن ترتبط بارتفاع الكوليسترول الضار (LDL).
-
سوء التغذية: تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والمتحولة مثل اللحوم الدهنية، السمن الصناعي، والمأكولات المصنعة يعزز من ارتفاع مستويات الكوليسترول.
-
التدخين: التدخين يسبب تلف جدران الأوعية الدموية مما يزيد من قدرة الكوليسترول الضار على التراكم.
-
الضغط النفسي: يمكن أن يؤدي التوتر المزمن إلى زيادة الكوليسترول الضار.
العوامل التي لا يمكن التحكم فيها:
-
العوامل الوراثية: بعض الأشخاص يعانون من ارتفاع مستويات الكوليسترول بسبب عوامل وراثية تمنع الجسم من التخلص من الكوليسترول الضار بشكل فعال.
-
التاريخ العائلي: إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من مشاكل قلبية قبل سن 50، فإن ذلك يزيد من خطر الإصابة بارتفاع الكوليسترول.
مضاعفات ارتفاع الكوليسترول
إذا تركت مستويات الكوليسترول المرتفعة دون علاج، يمكن أن تؤدي إلى العديد من المضاعفات الصحية الخطيرة:
-
تصلب الشرايين (Atherosclerosis): تراكم الدهون على جدران الشرايين يؤدي إلى تصلبها وضيقها مما يزيد من مخاطر انسداد الشرايين.
-
أمراض القلب التاجية: انسداد الشرايين التي تزود القلب بالدم قد يؤدي إلى نوبات قلبية وألم في الصدر (الذبحة الصدرية).
-
السكتة الدماغية: عندما تنخفض كمية الدم المتدفق إلى الدماغ بسبب انسداد الأوعية الدموية، قد يتسبب ذلك في حدوث سكتة دماغية.
تشخيص ارتفاع الكوليسترول
يتم تشخيص ارتفاع الكوليسترول عادة من خلال فحص دم يُسمى "خارطة الدهون" (Lipid Profile)، الذي يقيس:
-
المستوى الإجمالي للكوليسترول: يعكس مستوى الكوليسترول الكلي في الدم.
-
مستوى الكوليسترول الضار (LDL): يحدد مستوى الكوليسترول الضار.
-
مستوى الكوليسترول الجيد (HDL): يحدد مستوى الكوليسترول الجيد.
-
مستوى الدهون الثلاثية (Triglycerides): وهي دهون أخرى تؤثر على صحة القلب.
علاج ارتفاع الكوليسترول
إذا كان مستوى الكوليسترول مرتفعًا، فيجب اتخاذ خطوات علاجية تبدأ بتغييرات نمط الحياة، مثل:
-
تعديل النظام الغذائي: تقليل الدهون المشبعة، وتناول الأطعمة الصحية مثل الأسماك الدهنية (السلمون، التونة)، وزيت الزيتون، والمكسرات.
-
زيادة النشاط البدني: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن ترفع من مستوى الكوليسترول الجيد (HDL) وتقليل مستوى الكوليسترول الضار (LDL).
-
الأدوية: إذا لم تكن تغييرات نمط الحياة كافية، قد يحتاج المرضى إلى تناول الأدوية مثل:
-
الستاتينات (Statins): وهي الأدوية الأكثر شيوعًا لتقليل إنتاج الكوليسترول في الكبد.
-
مثبطات امتصاص الكوليسترول: لمنع امتصاص الكوليسترول من الطعام.
-
أدوية الفايبريت (Fibrates): التي تساعد في تقليل الدهون الثلاثية.
-
الوقاية من ارتفاع الكوليسترول
يمكن اتخاذ عدة خطوات للوقاية من ارتفاع الكوليسترول:
-
اتباع نظام غذائي صحي: تقليل الدهون المشبعة والمتحولة، وزيادة الألياف الغذائية.
-
ممارسة الرياضة بانتظام: 30 دقيقة من النشاط البدني يوميًا يمكن أن تكون مفيدة.
-
التخلص من التدخين وتقليل استهلاك الكحول.
-
إجراء فحوصات طبية دورية: يجب على الأشخاص الذين يعانون من عوامل خطر مثل السمنة أو تاريخ عائلي من أمراض القلب إجراء فحوصات دورية للكوليسترول.
العلاجات البديلة
تتوافر بعض العلاجات البديلة التي يمكن أن تساعد في خفض مستويات الكوليسترول بعد استشارة الطبيب، مثل:
-
الخرشوف (الأرضي شوكي)
-
الثوم
-
الشعير
-
نخالة الشوفان