البوتاسيوم، هذا المعدن الحيوي الذي يعمل بصمت داخل أجسامنا، يلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على صحة القلب والعضلات والأعصاب. تعرف في هذا المقال على أهمية البوتاسيوم، أعراض نقصه، مخاطره عند زيادته، وأهم المصادر الغذائية الطبيعية الغنية به!
يُعتبر عنصر البوتاسيوم من المعادن الأساسية الضرورية لصحة الإنسان، حيث يؤدي دوراً محورياً إلى جانب الصوديوم في تنظيم توازن سوائل الجسم، ونقل الإشارات العصبية، وتقلص عضلات الجسم، والحفاظ على انتظام ضربات القلب.
لحسن الحظ، تحتوي العديد من أنواع الأطعمة الطبيعية على كميات جيدة من البوتاسيوم، مما يجعل الحاجة إلى تناول مكملات غذائية لهذا العنصر أمراً نادراً.
رغم ذلك، قد يحدث نقص طفيف في مستويات البوتاسيوم لدى بعض الفئات، خاصة أولئك الذين يستهلكون كميات كبيرة من القهوة أو المشروبات الكحولية، أو يفرطون في تناول الأطعمة المالحة، وكذلك الأشخاص المصابين بداء السكري.
دور البوتاسيوم في صحة العضلات
يُعد البوتاسيوم ضروريًا للحفاظ على صحة وقوة عضلات الجسم. إذ يساهم بشكل فعال في انقباض العضلات، ويضمن أداءً طبيعياً لكل من العضلات الهيكلية وعضلة القلب.
أي خلل في مستوياته قد ينعكس بشكل سلبي على وظيفة العضلات والأعصاب.
أعراض نقص البوتاسيوم
قد يؤدي نقص البوتاسيوم إلى ظهور أعراض مبكرة تشمل:
-
ضعف عام في العضلات
-
الشعور بالتعب السريع
-
الدوخة والارتباك الذهني
-
اضطرابات في دقات القلب
وفي الحالات المتقدمة، قد يتسبب نقص البوتاسيوم في:
-
شلل عضلات الهيكل العظمي
-
بطء حركة الأمعاء مما يؤدي إلى الإمساك
-
مضاعفات خطيرة قد تهدد حياة المريض في حال عدم علاجها
لذلك، فإن مراقبة مستويات البوتاسيوم بانتظام تعتبر ضرورية خاصة للأشخاص المعرضين للخطر.
مخاطر الجرعة الزائدة من البوتاسيوم
في الأحوال الطبيعية، تقوم الكليتان بتنظيم مستوى البوتاسيوم عن طريق التخلص من الفائض مع البول.
غير أن تناول جرعات مرتفعة (تزيد عن 18 غرام يوميًا) قد يؤدي إلى اضطرابات في ضربات القلب، وشلل عضلي.
أما في حال وجود خلل في وظائف الكلى، فإن تراكم البوتاسيوم في الجسم قد يؤدي إلى حالة تسمم خطيرة تعرف باسم فرط بوتاسيوم الدم، وهي حالة تتطلب تدخلاً طبيًا عاجلًا.
كما يُطلب من المرضى الذين يخضعون لجلسات غسيل الكلى تجنب تناول الأغذية الغنية بالبوتاسيوم.
المستحضرات الدوائية للبوتاسيوم
يمكن الحصول على مكملات البوتاسيوم مثل:
-
كلوريد البوتاسيوم
-
جلوكونات البوتاسيوم
-
مركبات البوتاسيوم مع الأحماض الأمينية
تُتاح هذه المكملات بدون وصفة طبية، ولكن الجرعات العلاجية مثل سيترات البوتاسيوم وأسيتات البوتاسيوم عادة ما تُصرف تحت إشراف الطبيب.
كما يُستخدم كلوريد البوتاسيوم في تصنيع "الملح منخفض الصوديوم" كبديل صحي للملح التقليدي.
مصادر البوتاسيوم الطبيعية
تعتبر الخضروات الورقية الخضراء، البرتقال، الجريب فروت، البطاطا، والموز من أغنى المصادر الطبيعية بالبوتاسيوم.
كما تحتوي اللحوم الحمراء، البقوليات، والحليب على كميات جيدة منه.
ويجدر بالذكر أن بعض طرق تصنيع الأطعمة قد تؤدي إلى تقليل محتوى البوتاسيوم، لذا يفضل تناول الأغذية الطازجة بقدر الإمكان.
الجرعات اليومية الموصى بها
رغم عدم تحديد جرعة يومية قياسية رسمية للبوتاسيوم (RDA)، ينصح الخبراء بتناول ما يتراوح بين 2 إلى 6 جرام من كلوريد البوتاسيوم يوميًا للحفاظ على الصحة العامة.
وفي حالات النقص أو العلاج، يتم تحديد الجرعة حسب حالة المريض، وعادة ما تكون بين 2 - 7.2 جرام يوميًا.
قائمة بأهم الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم
-
الخبز والحبوب الكاملة
-
البقوليات (كالعدس والفاصولياء)
-
الخضروات الخضراء الداكنة (كالسبانخ والبروكلي)
-
الفواكه مثل الموز، البرتقال، والجريب فروت
تناول هذه الأطعمة بانتظام يساهم بشكل كبير في الحفاظ على توازن مستويات البوتاسيوم داخل الجسم والوقاية من المضاعفات المرتبطة بنقصه أو زيادته.