شجرة القات: المنشط الممنوع في بلدان ومُستهلك في أخرى
شجرة القات (Catha edulis) تُعتبر من النباتات المثيرة للجدل، فهي تُزرع وتُستهلك بشكل رئيسي في بعض دول شرق أفريقيا والجزيرة العربية، مثل اليمن، إثيوبيا، إريتريا، وأوغندا. يتم مضغ أوراق هذه الشجرة للحصول على تأثيرات منشطة ومزاجية، مما جعلها تصنَّف في العديد من البلدان كمادة مخدرة يُمنع تعاطيها ويُعاقب عليها القانون، في حين لا تزال قانونية في دول أخرى.
لكن السؤال الأهم الذي يطرحه كثيرون هو: هل يحتوي القات على مادة الأمفيتامين (Amphetamine)؟
ما هو الأمفيتامين وكيف يعمل في الجسم؟
الأمفيتامين هو مادة كيميائية تم اكتشافها في القرن التاسع عشر، ويُعرف بتأثيره القوي كمحفز للجهاز العصبي المركزي. يعمل بشكل غير مباشر على الجهاز السيمبثاوي (الودي)، حيث:
-
يحفّز إفراز النواقل العصبية مثل النورأدرينالين، الدوبامين، والسيروتونين.
-
يمنع إعادة امتصاص هذه النواقل العصبية إلى النهايات العصبية، مما يؤدي إلى استمرار تحفيز المستقبلات العصبية.
-
هذا التحفيز يؤدي إلى الشعور بالنشاط، المزاج المرتفع، فقدان الشهية، والأرق.
يُصنف الأمفيتامين في كثير من دول العالم كدواء مخدر ممنوع، ويُستخدم فقط في حالات طبية محددة وتحت إشراف طبي صارم.
القات لا يحتوي على الأمفيتامين... ولكن!
القات لا يحتوي على مادة الأمفيتامين نفسها، لكنه يحتوي على مواد كيميائية تُشبهها في التركيب والتأثير، وأشهرها:
-
الكاثين (Cathine)
-
الكاثينون (Cathinone)
هاتان المادتان تُصنفان كمنشطات تنتمي إلى عائلة الأمفيتامينات. تعمل بنفس آلية الأمفيتامين لكن بشكل أضعف، وتؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي من خلال زيادة مستويات الدوبامين والنورأدرينالين في الدماغ.
تأثير القات على الجسم والعقل
رغم أن البعض يظن أن القات يُحسِّن التركيز أو المزاج، إلا أن الحقيقة العلمية تؤكد أن تأثيراته مؤقتة وقد تكون مضللة. من أبرز التأثيرات:
-
نشاط زائد وحيوية مؤقتة
-
انخفاض في الشهية
-
تأخر النوم واضطراب في الساعة البيولوجية
-
هلوسات في الجرعات العالية
-
توهم بالتركيز والفهم أثناء المذاكرة، ثم فقدان المعلومات لاحقًا
-
مشكلات نفسية عند الاستخدام المزمن
وقد أظهرت الدراسات أن الاستمرار في تعاطي القات قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، منها:
-
اضطرابات القلب وضغط الدم
-
التوتر والقلق المزمن
-
ضعف الذاكرة والتركيز على المدى الطويل
-
تآكل في العلاقات الاجتماعية والأداء الدراسي أو المهني
القات بين القبول والمنع القانوني
في بعض البلدان مثل اليمن وإثيوبيا، لا يزال القات جزءًا من الثقافة الاجتماعية، ويتم تداوله بشكل قانوني. بينما في دول أخرى، مثل السعودية، يُعد تعاطي القات جريمة يُعاقب عليها بالسجن، وقد تصل العقوبة إلى الإعدام في بعض الحالات الشديدة وفقًا للقانون المحلي المتعلق بالمخدرات.
رغم أن القات لا يحتوي على الأمفيتامين، إلا أنه يحتوي على مواد قريبة منه في التركيب والتأثير، وهي الكاثين والكاثينون. لذلك، يجب التعامل مع القات بحذر شديد، خاصةً من حيث تأثيره على الصحة النفسية والجسدية، وكذلك من الناحية القانونية في بعض الدول.