يُعد تكليف الصيادلة إحدى الخطوات المهمة التي يمر بها خريجو كليات الصيدلة في مصر بعد التخرج، حيث يتم توزيعهم على جهات تابعة لوزارة الصحة لتقديم الخدمة الصحية للمواطنين. تختلف طبيعة العمل والمهام بين أماكن التكليف مثل المستشفيات والوحدات الصحية، مما يجعل من الضروري معرفة الفروق بين هذه الأماكن قبل بدء العمل فعليًا.
ما هو تكليف الصيادلة؟
تكليف الصيادلة هو توزيع إجباري من وزارة الصحة للصيادلة حديثي التخرج على قطاعات حكومية متنوعة، ويهدف إلى سد احتياجات المنشآت الصحية من الكوادر الصيدلانية. يتم تحديد جهة التكليف بناءً على التوزيع الجغرافي واحتياجات المناطق الصحية المختلفة، وقد يشمل التكليف المستشفيات العامة أو المركزية أو الوحدات الصحية أو مراكز الرعاية الأولية.
الفرق بين العمل في المستشفيات والوحدات الصحية
أولًا: العمل في المستشفيات
العمل في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة يتميز ببيئة عمل أكثر انضباطًا وتخصصًا، وتشمل المستشفيات العامة، والمركزية، والتعليمية، والتأمين الصحي، وغيرها. وتتسم طبيعة العمل بالآتي:
-
وجود طاقم صيدلي متكامل، مما يتيح فرصة للتعلم والتدريب تحت إشراف زملاء ذوي خبرة.
-
التعامل مع عدد كبير من الروشتات يوميًا مما يساعد على بناء خبرة عملية في صرف الأدوية.
-
التعرض لأنواع متعددة من الحالات المرضية، وتعلم الفرق بين بروتوكولات العلاج المختلفة.
-
الالتزام بنظام الورديات، وقد يشمل العمل ليليًا أو في العطلات الرسمية.
-
تطوير المهارات الإدارية مثل الجرد، ومتابعة المخزون، وتسجيل النواقص.
وعلى الرغم من وجود ضغط في العمل، فإن المستشفيات توفر بيئة تعليمية جيدة وتساعد الصيدلي على تطوير قدراته الإكلينيكية والإدارية.
ثانيًا: العمل في الوحدة الصحية
أما العمل في الوحدات الصحية، خاصة في القرى والمناطق الريفية، فيتميز بانخفاض ضغط العمل، حيث يقل عدد المرضى مقارنة بالمستشفيات. وتتميز هذه البيئة بالآتي:
-
الصيدلي غالبًا ما يكون المسؤول الوحيد عن الصيدلية، مما يعزز من حس المسؤولية والاستقلالية.
-
عدد الروشتات اليومي قليل نسبيًا، ما يتيح وقتًا أطول لتنظيم العمل أو الدراسة.
-
بيئة مناسبة للصيادلة الذين يرغبون في التحضير للماجستير أو امتحانات الترخيص المهني مثل البرومترك أو الـDHA.
-
ضعف الرقابة في بعض الوحدات قد يؤدي إلى التراخي في أداء المهام، ما يتطلب التزامًا ذاتيًا.
رغم أن بيئة الوحدة الصحية قد تبدو أقل ديناميكية من المستشفى، إلا أنها تمنح فرصة لإدارة الوقت بشكل أفضل وتنمية المهارات الذاتية في حال استغلالها بشكل صحيح.
أيهما أفضل: المستشفى أم الوحدة الصحية؟
لا يمكن تحديد الخيار الأفضل بشكل مطلق، فلكل مكان مميزاته وعيوبه. يعتمد القرار على عدة عوامل مثل:
-
هدف الصيدلي في المرحلة القادمة: هل يرغب في تطوير نفسه إكلينيكيًا أم يركز على الدراسة أو مشروع خاص؟
-
مكان الإقامة والقدرة على التنقل: بعض الوحدات الصحية تكون في مناطق نائية، بينما قد تكون المستشفيات أقرب إلى المدينة.
-
القدرة على تحمل ضغط العمل: الصيدلي الذي يبحث عن بيئة مليئة بالتحديات والخبرة العملية قد يفضل المستشفى.
هل يمكن نقل التكليف من مكان لآخر؟
نعم، تتيح وزارة الصحة إجراءات نقل التكليف من مكان إلى آخر سواء داخل نفس الإدارة الصحية أو من محافظة إلى أخرى، وفقًا لضوابط محددة تشمل توافر البديل، وموافقة الإدارة التابع لها، ووجود مكان شاغر في الجهة المطلوبة. وتبدأ إجراءات النقل غالبًا بعد استلام العمل رسميًا وتقديم طلبات النقل عبر الشؤون القانونية أو شؤون العاملين.
هل يوجد فرق في المرتب بين المستشفى والوحدة الصحية؟
من حيث الراتب الأساسي، لا يوجد فرق كبير بين المستشفى والوحدة الصحية لأن المرتب يتبع الدرجة المالية للصيدلي المعين في وزارة الصحة. ولكن قد توجد بعض الفروق الطفيفة في الحوافز أو البدلات تبعًا لطبيعة العمل، حيث أن بعض المستشفيات قد تمنح بدلات نوبتجيات أو طوارئ أو عدوى أعلى نسبيًا من الوحدات، خصوصًا في الأقسام الحرجة.
نصائح لاختيار مكان التكليف المناسب
-
حدّد أولوياتك المهنية بوضوح: إذا كنت تريد خبرة عملية قوية، اختر مستشفى. وإذا كنت تنوي استكمال الدراسة أو لديك مشروعات أخرى، قد تكون الوحدة الصحية خيارًا أفضل.
-
اسأل من سبقك: الاستفادة من تجارب الزملاء مفيدة في معرفة طبيعة كل مكان قبل الاختيار.
-
ضع في اعتبارك ظروف المعيشة: المسافة، المواصلات، وساعات العمل عوامل مهمة عند تحديد المكان الأنسب لك.
في النهاية، تكليف الصيدلي هو المرحلة الأولى في الحياة المهنية، واختيار المكان المناسب يمكن أن يكون له تأثير كبير على المسار الوظيفي والتطور المستقبلي. سواء كان التكليف في مستشفى أو وحدة صحية، فإن الأمر يعتمد على كيفية استغلال الفرصة وتطوير الذات خلال هذه الفترة.